الطواف إلى امرأة شريفة فرأى أحسن خلق الله صورة. فذهب عقله عليها، وكلّمها فلم تجيبه فقال فيها قصيدة هذا أوّلها <من البسيط>:
الرّيح تسحب أذيالا وتنشرها ... يا ليتنى كنت مما تسحب الريحا
فبلغها شعره فجزعت منه فقيل لها: اذكريه لأهلك فإنه يرتدع.
فقالت: كلاّ والله لا أشكوه إلا إلى الله. ثم قالت: اللهم إن كان نوّه باسمى ظالما فاجعله طعاما للريح. فضرب الدهر من ضربه. ثم غدا على فرس يوما، فهبّت ريح فنزل واستذرى بقفلة فعصفت الريح وقويت فخدشه عنصر منها فدمى وورم فكان سبب موته عفا الله عنه.
[و] عن ابن عيّاش قال: أشرف عمر بن أبى ربيعة على أبى قبيس، وبنو أخيه (٢١٣) معه وهم محرمون. فقال لبعضهم: خذ بيدى فأخذ بيده. فقال: وربّ هذه الكعبة ما قلت لامرأة قط ما لم تقله لى، ولا كشفت ثوبى على حرام قط!
وعن محمد بن الضحاك قال: عاش عمر بن أبى ربيعة ثمانين سنة.
فتك أربعين ونسك أربعين والله أعلم.
(٣) مما: فى الأغانى ١/ ٢٤٧: «ممّن»
(٧) بقفلة: انظر الأغانى ١/ ٢٤٨ حاشية ٢
(٨) عنصر: فى الأغانى ١/ ٢٤٨: «غصن»
(٩) ابن عيّاش: فى الأغانى ١/ ٧٦: «عبد العزيز بن عبد الله بن عياش بن أبى ربيعة»