مذهب وغلبت عليه. ثم ماتت بعد أن أقامت عنده برهة من الزمان، وأخذ بقية جواريه عنها أكثر غنايها. فكان الرجل لمحبته إياها وأسفه عليها لا يزال يسأل عن أخبار معبد وأين مستقرّه، ويظهر التعصب له، والميل إليه، والتقديم لغنايه على ساير أغانى أهل عصره، إلى أن عرف ذلك منه. وبلغ معبدا خبره، فخرج من مكة حتى أتى البصرة. فلما وردها صادف الرجل قد خرج عنها فى ذلك اليوم إلى الأهواز واكثرى سفينة، وجاء معبد يلتمس سفينة ينحدر فيها إلى الأهواز. فلم يجد غير سفينة الرجل، وليس أحد منهما يعرف صاحبه، وأمر الرجل الملاّح أن يجلسه معه فى مؤخّر السفينة. ففعل وانحدر. فلما صاروا فى فم النهر الأبلّة تغدّوا وشربوا، وأمر جواريه فغنين، ومعبد ساكت وهو فى ثياب السفر (٢٥٥)[و] عليه فروة وخفّان غليظان وزىّ جاف من زىّ أهل الحجاز، إلى أن غنت الجارية الواحدة. صوت <من البسيط>: