ومن كتاب الأغانى عن ابن مسكين قال: كان بالمدينة مخنّث يقال له النّغاشىّ، فقيل لمروان بن الحكم، وهو يوم ذاك أمير المدينة، إنه لا يقرأ القرآن ولا يحفظ شيا منه. فبعث إليه فأحضره وقال: اقرأ أمّ الكتاب.
فقال: فو الله ما معى بناتها فكيف بالأم. أو قال: ما أقرأ البنات فكيف أقرأ الأمّ. فقال: أتهزأ لا أمّ لك! وأمر به فقتل فى موضع يقال له كبا فى بطحان. ثم قال: من جاءنى بمخنّث فله عشرة دراهم، فأتى من الجملة بطويس وهو فى بنى الحرث بن الخزرج من المدينة، وهو يغنى بشعر حسان بن ثابت <من المتقارب>:
لقد هاج قلبى أشجانها ... وعاودها اليوم أديانها
فنفاه من المدينة فنزل السّويداء، وهى على ليلتين من المدينة (٢٦٥) فى طريق الشام، فلم يزل بها عمره، وعمّر حتى مات فى ولاية الوليد بن عبد الملك، وقيل: إنه نزل أيضا بالعقيق كما يأتى شأنه.
(١ - ١٢) عن. . . عبد الملك: ورد النص فى الأغانى ٣/ ٢٩ - ٣٠، انظر أيضا نهاية الأرب ٤/ ٢٤٨
(٥ - ٦) كبا فى بطحان: فى الأغانى ٣/ ٢٩: «بطحان»، انظر أيضا الأغانى ٣/ ٢٩ حاشية ٢؛ فى مراصد الاطّلاع ٣/ ٤٧٥:«كبا موضع ببطحان»
(٩) لقد. . . أديانها: لم أقف على هذا البيت فى ديوان حسان بن ثابت
(١٠) فنفاه من المدينة: فى الأغانى ٣/ ٣٠: «فأخبر بمقالة مروان فيهم؛ فقال: أما فضّلنى الأمير عليهم بفضل حتى جعل فىّ وفيهم أمرا واحدا! ثم خرج حتى نزل. . .»