أرى جذعا إن يثن لم يقو ريّض ... عليه، فبادروا قبل أن يثنى الجذع
وكان مروان مشغولا عنه بغيره من الخوارج بالجزيرة وغيرها (٢٨٢) فلم يجبه عن كتابه. وأبو مسلم إذ ذاك فى خمسين رجل فكتب إليه ثانية قول أبى مريم عبد الله بن إسمعيل البجلى الكوفى. وكان أبو مريم منقطعا إلى نصر بن سيار، وكان له مكتب بخراسان. فكتب إليه هذه من جملة أبيات <من الوافر>:
أرى خلل الرماد وميض نار ... ويوشك أن يكون لها ضرام
فإن النار بالزندين تورى ... وإنّ الحرب أولها كلام
لأن لم يطفها عقلاء قوم ... يكون وقودها جثث وهام
أقول من التعجّب ليت شعرى ... آأيقاض أميّة أم نيام
فإن كانوا لحينهم نياما ... فقل هبوا فقد حان القيام
قلت: وهذا أخذه بعض العباسيين، لما خرج محمد بن عبد الله بن الحسين بن الحسن بن علىّ بن أبى طالب رضوان الله عليهم على أبى جعفر المنصور، وكان مع محمد أخيه إبراهيم بن عبد الله فقال <من الوافر>:
(٧ - ٨) أرى. . . كلام: ورد البيتان فى الأغانى ٧/ ٥٦؛ تاريخ الطبرى ٢/ ١٩٧٣؛ الكامل ٥/ ٣٦٥، ٣٦٦
(٧) لها: فى المصادر المذكورة: «له»
(١٠) أقول. . . نيام: ورد البيت فى الأغانى ٧/ ٥٦؛ تاريخ الطبرى ٢/ ١٩٧٣؛ الكامل ٥/ ٣٦٥
(١٢) قلت. . . العباسيين: فى وفيات الأعيان ٣/ ١٥٠: «وهذا مثل ما يحكى عن بعض علوية الكوفة أنه قال»