إليه كبارهم. وكان على ذلك المكان إلى حين ذلك الوقت بولاية لذريق عدة أربعة وعشرون قفلا. فسألوه أن لا يفتح ذلك، وأن يعتمد ما اعتمدوه الملوك من قبله من تجديد قفل عليه كعادتهم، فأبى ذلك (٢٩٢)، فبذلوا له أموالا جمّة من أموالهم على تركه. فلم يقبل وصمم على فتحه.
فتشاءموا به وغلب على أمرهم. ففتح تلك الأقفال بأسرها. فوجد فى ذلك البيت صفة تابوت من حديد الصينى، فيه صور العرب الذين يفتحون الأندلس، عليهم العمايم الحمر على خيل شهب، ووجد لوح فيه مكتوب: إذا فتح هذا المكان فتحت هذه الصور هذه الأرض. ففتحت الأندلس تلك السنة. تولى فتحها طارق بن زياد مولى موسى بن نصير عامل الوليد بن عبد الملك بن مروان. وكان فتح الأندلس فى سنة اثنين وتسعين هجرية. وقتل لذريق الملك وسبا ونهب وغنم شئ لا يحصره القلم. ووجد فى ذلك البيت مايدة سليمان بن داود عليه السلم، وهى من الذهب الأحمر، عليها أطواق من الجوهر مفصلة والمرااة العجيبة التى تنظر فيها السبعة أقاليم، وهى مدبّرة من عدة أخلاط. ووجد آنية سليمان صلوات الله عليه من ذهب مفصلة بأنواع الجواهر. ووجد الزبور منسوخا بخط يونانى جليل بين ورقات من ذهب. ووجد فيه اثنين وعشرين مصحفا مجلّدات كلها، منها التورية ومصحف آخر محلا بفضة، فيه منافع
(١) لذريق: انظر هنا ص ٤٥٢، الهامش الموضوعى، حاشية سطر ١١
(١١) لذريق: انظر هنا ص ٤٥٢، الهامش الموضوعى، حاشية سطر ١١