الرحمن من ذات الزيتون، ومعه أبو الغصن بدر غلامه، فوصل فلسطين فى آخر سنة ست وثلثين. ثم هرب وحده إلى إفريقية، ولحقه بدر غلامه بمال وجوهر.
وكان والى القيروان عبد الله بن حبيب الفهرىّ، فبلغه خبر عبد الرحمن فطلبه فهرب إلى بلاد البربر، وظفر بغلامه بدر، فقرره عليه فأنكره فأطلقه، فلحق مولاه، ولما استقر أمره عند البربر كانت جماعة من موالى بنى أمية بالأندلس، وقد استقرت ولايتها على يوسف بن عبد الرحمن الفهرى فوصل ما سير على ساحل البحر بين مالقة والخضراء.
فلما حصل (٢٩٦) بها، وجد فرقة من أهل اليمن يسكنونها، فبايعوه، وسمع الناس برجل من أولاد الخلفاء فبادروا إلى بيعته، وسار بخلق ممن اجتمع إليه إلى يوسف بن عبد الرحمن فلقيه بالمصارة من نواحى قرطبة فهزمه، وقتل يوم الأضحى من سنة ثمان وثلثين وماية هجرية.
ودخل قصر قرطبة يوم السبت، وشبهت هذه الوقعة بيوم مرج راهط، وكانتا
(٨ - ١٠) فوصل. . . فبايعوه: فى البيان المغرب ٢/ ٤٤: «وكان خروجه من المركب بموضع يعرف بالمنكّب، ثم نزل بقرية طرّش من كورة إلبيرة. فأقبل إليه جماعة من الأمويين»؛ فى نفح الطيب ١/ ٣٢٨:«ونزل بساحل المنكّب، وأتاه قوم من أهل إشبيلية فبايعوه»
(٨) الخضراء: يعنى الجزيرة الخضراء، انظر الروض المعطار ص ٧٣ - ٧٥
(١٢) قتل. . . هجرية: فى البيان المغرب ٢/ ٤٩: «وفى سنة ١٤٢، كان هلاك يوسف الفهرىّ ومقتله بناحية طليطلة»؛ فى الكامل ٥/ ٤٩٥ (حوادث ١٣٩): «ونشب القتال ليلة الأضحى»
(١٣ - ١،٤٥٩) شبهت. . . الأضحى: انظر البيان المغرب ٢/ ٤٧؛ يذكر روتر فى كتابه «بنى أمية» أن مرج راهط كانت بين بداية يوليو وأواسط أغسطس سنة ٦٨٤