وثلثماية. وبعد ذلك قام الجند القدماء وجماعة من أهل قرطبة عليه مع هشام بن سليمان بن الناصر، وهو ابن عم أبى المهدى، فى يوم الخميس لخمس بقين من شوال من العام المذكور، فنعتوه بالرشيد وحاربوا المهدى نهارهم. فلما كان صبيحة يوم الجمعة، وهو يوم المهرجان، هزم المهدى هاشما وأسره وابنه وثلثة من بنى عمه فقتلهم فى نفس اليوم، وتفرقت الأجناد الثايرين معه وخرجوا من قرطبة هرابا، فتجمعوا بسرقسطة وفارقهم العبيد فعادوا إلى المهدى.
وكان فى جملة من فرّ مع الجند سليمان بن الحكم بن سليمان بن الناصر، وأحمد بن سعيد المنعوت بالبربر. وكان خير من جسيم فاتفق رأيهم أن ينصبوا سليمان خليفة ويأكلوا به بلاد الأندلس، فبايعوه واستوزره سليمان ونعت نفسه بالمستعين بالله. ثم قام جماعة إلى البربر وقصدوا مبايعة مروان بن هشام المنعوت بالرشيد الذى قتله المهدى ففطن لهم سليمان فقبض عليه وعليهم، فقتلهم ونهض إلى وادى الحجارة فدخلها بالسيف عنوة. وأعرض نفسه على واضح العامرى غلام المنصور بمدينة سالم فلم يقبله، وبعث إليه المهدى قيصر الفتى فى جيش لينصره على
(٢) الناصر: فى الكامل ٩/ ٦٨٠؛ نهاية الأرب ٢٣/ ٤١٩:«عبد الرحمن»
(٤) صبيحة. . . المهرجان: فى نهاية الأرب ٢٣/ ٤١٩: «لأربع بقين من شوال»
(٧) الحكم: فى الكامل ٨/ ٦٨٠: «الحاكم»
(١٢ - ٣،٤٩٢) نهض. . . فأنجده: ورد النص فى نهاية الأرب ٢٣/ ٤١٩ - ٤٢٠
(١٣) واضح العامرى: فى الكامل ٨/ ٦٨١: «واضح الفتى العامرىّ»