الإسلامية. ويجري تصويره في الكتابات الأخيرة باعتباره ممثّلا مبكّرا لشكل جديد من أشكال الكتابة التاريخية، وباعتباره أحد مثقّفي وكتّاب العربية من الفئة التركية الحاكمة بمصر. وهذا ما ذكره أولريك هارمان U.Haarmann في كتاباته المتعددة عنه، مضيفا لذلك تميّزه بالاهتمام بثقافة مصر قبل الإسلام. كما أنّ هارمان U.Haarmann ودونالد ليتل D.Little عنيا بابن الدواداري في سياق دراساتهما المقارنة للمصادر التاريخية في العصر المملوكي. أمّا هذا الجزء من «كنز الدرر»؛فإنه باستثناء بعض الفقرات التي تورد تفاصيل أكثر عن مضامين مؤلّفاته الأدبية، لا يقدّم جديدا فيما يتّصل بالمؤلّف. ولم أجد من المناسب أن أعمد من جديد لتكرار ما كتبه الزملاء الذين حقّقوا أجزاء من الكتاب عن المؤلّف والمؤلّف. على أنني رأيت أنه من المهم ضمّ شتات المعلومات عن ابن الدواداري في صعيد واحد إعدادا لدراسة عنه. وقد قمت بذلك فعلا لكنّ الدراسة أتت واسعة بحيث لا يستحسن إثقال المقدّمة لهذا الجزء بها. لذا أكتفي هنا بالنسبة لشخصه بذكر تحدره النسبي.
تبدأ شجرة نسبه بجده وأبيه الذي كان مملوكا مجلوبا من جانب بعض أمراء الأيوبيين، وانتهى به الأمر بأن أعطي إقطاعا قلعة صرخد:
-عز الدين أيبك (المعظمي)(-٦٤٥ هـ) وزوجته كمش خاتون.
-عبد الله ابن أيبك الدواداري.
-أبو بكر بن الدواداري (من حوالي ٦٧٥ حتى حوالي ٧٣٧ هـ).
إنني أودّ في هذه العجالة أن أشكر للأستاذ الدكتور هـ.ر. رومر H.R.Roemer مؤسّس هذه السلسلة أن عهد إليّ بتحقيق هذا الجزء من «كنز الدرر».فلقد كان العمل في هذا المشروع مبعث غبطة وتحدّ لي. ولا أنسى