الأخرى؛ في مشرق العالم الإسلامي ومغربه. يتحدث ابن الدواداري من بين هذه الدويلات عن آل دلف، والصفاريين، والسامانيين، والسلطات الزيدية الأولى بطبرستان، والإخشيديين، والطولونيين، والحمدانيين، والبويهيين، وبخاصة ما اتّصل من تاريخ الدويلات الأخيرة بتاريخ العباسيين، وعلاقاتها معهم.
ويسمّي ابن الدواداري مصدرين رئيسيين، كانا النموذج له في أسلوب التأريخ للعباسيين، والدويلات الإقليمية: كتاب القضاعي (-٤٥٤ هـ) الذي يسميه ابن الدواداري: تاريخ القضاعي، والذي يتضمن عرضا موجزا تاريخيا منذ بدء الخليقة وحتى العام ٤١٧ هـ.والمصدر الثاني كتاب ابن ظافر الأزدي (-٦١٣ هـ) الذي يقتبس منه تحت عنوان: «الدول المنقطعة».
أمّا تاريخ القضاعي فليس تاريخا على السنين مثل تاريخ الطبري، بل هو عبارة عن تراجم قصيرة متعاقبة للأنبياء والخلفاء وفعاليتهم السياسية في التاريخ. ومن القضاعي يستمد ابن الدواداري طريقته في الترجمة للخلفاء. وهي طريقة ثابتة في الكتاب كله. إذ تبدأ الترجمة بذكر لقب الخليفة ثم تحدّره النسبي، ثم اسم أمّه وأصولها. ويتبع ذلك ذكر تواريخ حياة الخليفة نفسه: متّى تولّى الخلافة، وكم كانت سنّه، وتاريخ وفاته أو عزله أو مقتله، فسنّي وشهور وأيام خلافته. ويتلو ذلك ذكر صفته، أي كيف كانت هيئته، وما كان نقش خاتمه. وبعدها ترد معلومات موجزة عن الأحداث السياسية في خلافته. وفي