السابع: شهد النحل، من قسمة فلك زحل، المسمّى: الدرّ المطلوب فى أخبار دولة ملوك بنى أيّوب.
الثامن: زهر المروج، من قسمة فلك البروج، المسمّى: الدرّة الزكيّة فى أخبار دولة الملوك التركيّة.
التاسع: الجوهر الأنفس، من قسمة الفلك الأطلس المسمّى: بالدرّ الفاخر فى سيرة الملك الناصر.
فلمّا اجتمعت هذه الدرر النفيسة، والغرر الرئيسة سمّيت مجموع التأريخ: كنز الدرر وجامع الغرر، وانتهيت فى سياقة التاريخ آخر الجزء التاسع بذكر سنة خمس وثلاثين وسبعمائة، فإن جلّى بإصابة سمع فعن قوس فكرى كانت الرماية، ولولا خوفى من التغالى والانتصار لتألّفى ومقالى، لقلت كما قال أبو الفرج الإصفهانى صاحب كتاب الأغانى: وهو كتاب ينتفع به الأديب المتقدّم. كما ينتفع به الشادى المتعلّم، ويأنس به الخليع المتهتّك، ويحتاج إليه الملك فى ممالكه كما يحتاج إليه المملوك فى خدمة مالكه، وهو نعم الأنيس وخير جليس.
قلت: فإن حسن لعين الناظر فيه والدارس، وأحلاه بحلّ القادح لدى القابس هنالك أقول (١٢)(من الخفيف):
يا كتابى قبّل يديه إذا ما ... نلت حضّا وقل له يا كتابى
أنت بحر العلوم فاغفر إذا ما ... قد أعادوا إليك قطر السحاب
وإن قذفه وقلاه، ونبذه من بعد ما استملاه، فأنا أسأله أن يسامحنى بالغلط، فمن ذا الذى ما ساء قطّ، ومن له الحسنى فقط، وإن جهل معانيه وما فيه من الزبد والنبذ، أو علم ذلك ثم داخله أوّل ذنب عصى الله به وهو الحسد، فهنالك أيضا