ومائة. وفي تاريخ القضاعي رحمه الله (٧) قال: كان مولده وأخوه المنصور بالشراة. وقيل ولد بالحميمة من الشام سنة ثلاث ومائة. أمّه ريطة بنت عبيد الله بن عبد المدان بن الريّان بن الحارث بن كعب. بويع له بالكوفة في المسجد الجامع يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأوّل سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وله ثمان وعشرون سنة، وقتل مروان في ذي الحجة منها. وكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر.
روى أنّ أبا سلمة حفص بن سليمان وسليمان بن كثير وهذان سيّدا دعاة الدولة العبّاسيّة كانا يفدان في كلّ عام على إبراهيم المدعوّ بالإمام ابن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس فيأتيانه بهدايا أهل الدعوة وبكتبهم ويستأمرانه ولم يكن أحد من أهل بيت إبراهيم يعرفهما ولا يعرف الأمر الذي يأتيان فيه، فقدما سنة من السنين فرأيا أبا العبّاس وأبا جعفر أخوي إبراهيم الإمام وهما إذا ذاك غلامان فأعجباهما فقال سليمان بن كثير لأبي سلمة: إنّي مسرّ إليك أمرا مهمّا من أمور الدين فاحلف لي على كتمانه! فحلف له أبو سلمة فقال: هما والله أولى بالأمر من صاحبنا-يعني إبراهيم الإمام! فقال له سليمان: ما منعني من ذكر هذا لك إلاّ التقيّة والستر! وبيناهما يتفاوضان في هذا إذ مرّ أبو العبّاس وأبو جعفر وهما يضربان كرة، فدعاهما أبو سلمة فأتياه فقال لهما: إنّي أنشدت صاحبي هذا شعرا بأنّه معجب به فلم يرضه وقد رضينا بحكمكما فيه، فقالا: أنشده! فأنشدهما (من الطويل):