يقال له «لا حرّ بوادي عوف»؟ قالوا: لا! قال: أفمنكم جسّاس بن مرّة حامي الديار ومانع الجار؟ قالوا: لا! قال: أفمنكم البسطام بن قيس أبو اللواء ومنتهى (٤١) الأحياء؟ قالوا: لا! قال: أفمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها أنفسها؟ قالوا: لا! قال: أفمنكم المزدلف صاحب العمامة المفردة؟ قالوا: لا! قال:
أفمنكم أخوال الملوك من كندة؟ قالوا: لا! قال: أفمنكم أصهار الملوك من لخم؟ قالوا: لا! قال: فلستم ذهل الأكبر، أنتم ذهل الأصغر! قال؛ فقام إليه غلام من بني شيبان حين بقل وجهه فقال (من الرجز):
إنّ على سائلنا أن نسأله ... والعجب أن لا تعرفه أو تجهله
قد سألتنا فأخبرناك ولم نكتمك شيئا، فمن الرجل؟ فقال أبو بكر رضي الله <عنه>:من قريش! قال الغلام: بخ بخ! أهل الشرف والرياسة والسؤدد والسياسة؛ فمن أي قريش أنت؟ قال: من ولد تيم بن مرّة. فقال الغلام:
أمكنت والله الرامي من سواء الثغرة! أفمنكم قصيّ الذي كان يدعى مجمّعا حيث جمع القبائل من فهر؟ قال: لا! قال: أفمنكم عمرو العلى الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكّة مسنتون عجاف؟ قال: لا! قال: أفمنكم شيبة الحمد عبد المطّلب مطعم وحش البيداء وطير السماء؟ قال: لا! قال؛ فتركه أبو بكر في شقشقته وهديره واجتذب زمام راحلته ورجع إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال الغلام (من الرجز):