وقيل؛ قالها لمّا نهاه المهديّ عن ذكر الغزل. وكان الخليل بن أحمد ينشدها (٧٩) ويستحسنها ويعجب بها.
وروى؛ قال؛ قال عبد الله بن المسور الباهليّ يوما لأبي النضر-وقد تحاوروا في شيء-:يا ابن اللخناء! فقال أبو النضر: والله لو كنت ولد زنا لكنت خيرا من باهلة كلّها! فغضب الباهليّ واختلط، فقال له بشّار: أنت منذ اليوم تزنّي أمّه ولا يغضب، فما غضبك أنت؟ فقال له: وأمّه مثل أمّي يا أبا معاذ؟! فضحك بشّار ثم قال: والله لو أنّ أمّك أمّ الكتاب ما حصل بينكما هذه المصارمة كلّها!
وعن أبي جعفر الأسدي قال: مدح بشّار المهديّ فلم يعطه شيئا فقيل له إنه لم يستجد شعرك! فقال: والله لقد قلت فيه شعرا لو قلته في الدهر لم يخش صرفه على أحد، ولكنّا نكذب في القول فنكذب في الأمل.
وعن محمد بن الحجّاج قال؛ قدم بشّار الأعمى على المهديّ فدخل عليه في بستان فأنشده مديحا يقول فيه (من المنسرح):
كأنّما جئته أبشّره ... ولم أجيء راغبا ومجتلبا
يزيّن المنبر الأشمّ بعط ... فيه وأقواله إذا خطبا
تشمّ نعلاه في الندى كما ... يشمّ ماء الريحان منتهبا