مولى بنى هاشم بإسناده عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال: أوحى الله تعالى إلى دانيال: أن احفر لى سيبين بالعراق فقال: يا ربّ بأىّ مكاتل وبأى مساحى وبأىّ رجال؟ فأوحى الله إليه أن اتّخذ سكّة حديد وعرّضها واجعلها فى خشبة وألقها خلف ظهرك فإنّى باعث إليك ملائكة يعينونك على حفرها فكان إذا انتهى إلى أرض لأرملة أو يتيم حاد عنها حتى حفر دجلة والفرات.
وقال الخطيب أيضا بإسناده عن ابن عبّاس قال: أوحى الله تعالى إلى دانيال أن فجّر لعبادى نهرين عظيمين واجعل مغيضهما إلى البحر فقد أمرت الأرض أن تطيعك فأخذ قناة فجعل يخدّ فى الأرض والماء ينبع ويتبعه، وفى رواية: فأخذ قصبة وكان إذا وصل إلى أرض شيخ كبير أو يتيم ناشده الله فيحيد عن أرضه (١٧٦) فعواقيل دجلة والفرات من ذلك، قال الجوهرى:(١) العاقول من النهر والوادى ما اعوج منه.
وقال أرباب العلم بهذا الشأن: مبدأ دجلة من بلاد آمد وديار بكر وميافارقين وأرمينية تجتمع عيون ثم تمرّ ببلاد حصن كيفا والجزيرة والموصل وتستمدّ من الزابين الأعلا والأسفل وهما من عيون ببلاد أرمينية ثم تمرّ بتكريت وبغداد ثم بواسط، وتنقسم عدّة أودية ثم تصبّ فى البطائح وتختلط بالفرات ويصبّان فى البحر الشرقى، قالوا: ومقدار جريانها على وجه الأرض ثلاثمائة فرسخ، وقيل:
إن الذى حفرهما أفريدون الملك، وليس بصحيح، والله أعلم.