(١٠٥) حربا وخراجا معا. وخرج إسماعيل بن صالح وحويّ بن حويّ العذري إلى العراق بباب الرشيد. والقاضي محمد بن مسروق بحاله.
في هذه السنة بايع الرشيد لولديه وأخذ العهد لمحمد الأمين وبعده لعبد الله المأمون، وأنفذ بيعتهما فعلّقت بالكعبة.
ومن مضاحك الأصمعيّ قال، مررت بأربعة نسوة في بركة ماء تسبحن وتلعبن، فوضعت يدي فأخذت أثوابهنّ وحلفت لا أدفعها لهنّ حتّى تنشد كلّ واحدة منهنّ شعرا تصف فيه هنها! فأنشدت إحداهنّ (من الرجز):
إنّ هني جزورا يحكي ... كأنّه قبع نضار مكّي
أو جبنة من جبن بعلبكّ ... أو وجه خاقان أمير تركي
تسمع فيه الدلك بعد الدلك ... مثل حرير القنّب المنفكّ
كأنّ بين فكّه والفكّ ... فارة مسك دبّجت في مسك
ثم أنشدت الثانية تقول (من الرجز):
إنّ هني جزورا حبابيه ... كالقدح المقلوب فوق الرابيه
إذا جدبت فوقه ربابية ... داخله أحلى من الزلابيه
ثم أنشدت الثالثة تقول (من الرجز):
إنّ هني أضيق من سفين ... ما مثله في ضيقه واللين
يدوع منك دعوة العجين ... فيستنزل الماء من العرنين
ثم أنشدت الرابعة تقول (من الرجز):
إنّ هني إن أستحي أن أذكره ... كشبه الثور مولّى مشفره