لم تلق عينك أبيضا في أسود ... جمع الجمال كوجهها في شعرها
وردية الوجنات تختبر اسمها ... من حسنها لا ما تخطّ بحبرها
وتمايلت فضحكت من أردافها ... عجبا ولكني بكيت لخصرها
تسقيك كأس مدامة من عينها ... ممزوجة بمدامة من ثغرها
وروي أنّ أبا نواس لمّا سمع أبا الشيص الأعمى يقول (من الكامل):
وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي ... متأخّر عنه ولا متقدّم
أجد الملامة في هواك لذيذة ... حبا لذكرك فليلمني اللوّم
أشبهت أعدائي فصرت أحبّهم ... إذ كان حظّي منك حظّي منهم
وأهنتني فأهنت نفسي قاصدا ... ما من يهون عليك ممن يكرم
قال؛ وددت لو أخذ شعري كلّه في هذا المقطوع.
ولمّا مات الرشيد رحمه الله وجلس الأمين؛ قال (من المنسرح):
جرت جوار بالسعد والنحس ... فالناس في مأتم وفي عرس
تضحكنا دولة الأمين وتبكين ... نا وفاة الرشيد بالأمس
بدران بدر ببغداد في الخ ... لد وبدر بطوس في الرمس
(١٣٨) قال حمزة: صادف أبو العتاهية أبا نواس وهو ثمل فقال له: أما آن لك أن تنتهي؟ أما آن لك أن تنزجر؟! فقال (من مجزوء الرمل):
أتراني يا عتاهي ... تاركا تلك الملاهي
أتراني مفسدا بال ... نسك عند القوم جاهي؟!
ثم خطا غير بعيد وعاد وهو يقول (من السريع):