لذكر عجيب! قلت: فلا يذكر البيتان اللذان فيهما ذكر عجيب! قال: أمّا إذا فنعم! فغنّى به مخارق، ووصلني بخمسين ألف درهم.
كان محمد بن عمر الرومي من الشعراء المفحمين، فائقا على أهل عصره. وله ديوان مشهور في أيدي الناس. وكان هجوه أقطع من مدحه. وهو الذي هجا الورد بمعنى لم يسبق إليه؛ وهو قوله (من البسيط):
يا مادح الورد ما تنفكّ من غلط ... أمّا تأملته في كفّ ملتقطه
كأنه سرم بغل حين أبرزه ... إلى الخراء وباقي الروث في وسطه
وكان يفضّل النرجس على الورد؛ وفي ذلك يقول (من الكامل):
خجلت خدود الورد من تفضيله ... خجلا تورّدها عليها شاهد
لم يخجل الورد المضاعف لونه ... إلاّ وناحله الفضيلة عائد
للنرجس الفضل المبين وإن أبى ... آب وحاد عن الفضيلة حائد
أين الخدود من العيون نفاسة ... ورياسة لولا القياس الفاسد
(١٨٣) هذي النجوم وهي التي ربّتهما ... بحيا السماء كما يربّى الوالد
فانظر إلى الولدين من أدناهما ... شبها بوالده فذاك الماجد
فقال أبو الحسن بن يونس المصري يجيبه (من الكامل):
يا من يشبّه نرجسا بنواظر ... دعج تنبّه إنّ ذهنك فاسد
إنّ القياس لمن يصحّ قياسه ... بين العيون وبينه متباعد
أو قلت إنّ كواكبا ربّتهما ... بحيا السماء كما يربّي الوالد
فانظر إلى المصفرّ لونا منهما ... وافطن فما يصفرّ إلاّ الجاحد
وقال أبو الحسن أيضا متعقّبا للورد على النرجس (من مجزوء الرمل):
أصبح الورد أميرا ... وله النرجس عبد