خرق أنهارها المصوّرة فيتفجّر عليهم الماء حتى (١٨٨) يغرقهم فلا يستطيعون سدّه حتى يطيعونه وينقادون إليه.
وكان فى المدينة الثانية حوض من رخام فإذا أراد الملك أن يجمعهم لطعامه يأتى منهم من أراد بما أحبّ من أنواع الأشربة فيصبّه فى ذلك الحوض الرخام فيختلط الجميع ثم تقوم السقاة فيصبّونه فى الأوانى فمن صبّ فى إنائه شراب كان شرابه بعينه لا يختلط بشئ.
وكان فى المدينة الثالثة طبل محكوم من خاصّيّته إذا غاب أحد من أهل تلك المدينة غيبة منقطعة وأرادوا أهله يعلموا أحىّ هو أو ميّت أتوا الطبل وضربوه فإن صوّت فهو حىّ وإن لم يصوّت فهو ميّت.
وكان فى المدينة الرابعة مرآة محكومة من الحديد الصينى ذات أخلاط مركّبة إذا غاب من أهل تلك المدينة غائب وأرادوا أهله يعلموا على أىّ حالة هو يأتوا إلى تلك المرآة فينظرونه على الحالة التى هو عليها.
وكان فى المدينة الخامسة إوزّة محكومة من نحاس على باب المدينة، فإذا دخلها غريب صوّتت تلك الإوزّة صوتا يسمعه أهل البلد فيعلمون أنّ غريبا طرقهم.
وكان فى المدينة السادسة صورة فاضيان جالسان على الماء فإذا تقدّم إليهما الخصمان ليتحاكمان يمشى المحقّ على الماء ولا تبتل قدماه ويغوص المبطل.
وكان فى المدينة السابعة شجرة عظيمة إذا جلس تحتها ألف رجل أظلّتهم وإن زادوا واحدا عادوا الجميع فى الشمس، ومن عجائب العراق إيوان كسرى.