بمصر على حربها. وسليمان بن وهب مستقلاّ بالخراج بمفرده. والقاضي بكّار رضي الله عنه على القضاء. وقيل: في هذه السنة كانت ولاية ابن أبي الردّاد المقياس بالنيل المبارك.
قتل المتوكّل على الله ليلة الأربعاء لثلاث خلون من شوّال من هذه السنة، وله أربعون سنة. ودفن بمكان يقال له الجعفري. وقتل معه الفتح بن خاقان. وذلك أنّ المتوكّل كان جالسا في تلك الليلة في مجلس الشراب والفتح مجالسه. وكان زرافة التركي الحاجب قائما بالباب فأتاه المنتصر وقد أتقن الأمر مع غلمان أبيه فأخذ بيد زرافة الحاجب وعاد يحدّثه ومشى به وشاغله، ودخل لغلمان المتّفقين على المنحسة فجذب باغر التركي الصمصامة التي كان بحملها على رأسها وضربه على عاتقه خالط أمعاءه فرمى الفتح بنفسه عليه فقتل أيضا معه.
نكتة: بلغ المتوكّل رحمه الله أنّ صمصامة عمرو بن معدي كرب الزبيدي عند أهله فنفذ شراها منهم بألف ناقة وعشرة بدر دراهم وخمسة أكياس ذهب وعشرة تخوت قماش! ويوم أحضرت صنع وليمة لم ير الناس مثلها وخلع وأنعم على سائر القوّاد والأعيان، وسلّمها لباغر التركي وقدّمه على جميع حملة السلاح، وأمره أن يحملها على رأسه. فكان أول ما انتضاها عليه وقتله بها.