وفيها توفي المنتصر يوم السبت لسبع خلون من ربيع الأول من هذه السنة. روي أنه قيل للمتوكّل في حياته: إنّ ابنك المنتصر قاتلك! قال: سأقتل قاتلي! ثم إنّه عمد إلى برنيّة من ذهب فجعل فيها معجونا فيهم سمّ قاتل وختمها وكتب عليه: دواء للباه! وتركها في أعزّ خزائنه. فلمّا خلا وجه المنتصر عرض الخزائن فوجد تلك البرنيّة. وكان المنتصر مغرى بحبّ الجماع فلمّا رآها لم يملك نفسه أن لعق منها لعقة فكانت سبب هلاكه! وقيل إنه سمع وهو يقول في نزعه: عاجلنا فعوجلنا! وتوفي إلى رحمة الله، وصلّى عليه أحمد المستعين بالله بن المعتصم.
صفته: أسمر، ربعة، جسيم، عظيم البطن، كبير العينين، على عينه اليمنى أثر، كثّ اللحية. مولده سنة اثنين وعشرين ومائتين. وقيل: آخر سنة ثلاث وعشرين ومائتين. والله أعلم.