فأبى عليهم وقال: لست أصلح لذلك! ولكن أشير عليكم بالحسن بن زيد- وهو يوم ذاك مقيم بالريّ-فكاتبوه وكاتبه محمد بن إبراهيم فشخص إليهم من الريّ فبايعوه ودخل إلى أطراف الديلم فأسلم على يده جمع منهم، وتلقّب الداعي إلى الحقّ. ولمّا اجتمع للحسن بن زيد من اجتمع ناهض بهم أهل النواحي فانهزموا عنهم <إلى> سارية طبرستان. فسار الحسن إلى أهل طبرستان، ووافاه محمد بن أوس من سارية ليدفعه عنها فالتقوا فانهزم محمد بن أوس إلى سارية، ودخل الحسن بن زيد آمل طبرستان في يوم الإثنين لتسع بقين من شوّال من هذه السنة. وجبى الأموال واستخدم الرجال، واستقرّ أمره. ثم نهض إلى سارية وبها سليمان فلقيه على بابها، واشتدّت الحرب بينهم فبعث الحسن سرية من أصحابه فدخل سارية من وراء سليمان فلم يشعر بهم حتّى حملوا عليه من وراء ظهره فانهزم لوقته إلى جرجان (٢١٠) وترك أهله وعياله بسارية فبعث بهم الحسن إليه مصانين محفوظين. ولمّا استقرت طبرستان بيده بعث عكسرا مع أخيه محمد بن زيد إلى الريّ فطرد عمّال الطاهرية عنها واستخلف بها رجلا من الطالبيين يقال له محمد بن جعفر، وانصرف عنها.
فبلغ ذلك المستعين بالله أمير المؤمنين فبعث إسماعيل بن فراشة في جيش إلى همذان لحفظها. ولمّا استقرّ محمد بن جعفر بالريّ ظهرت منه أمور أنكرها أهل الريّ فراسلوا محمد بن طاهر بن عبد الله فوجّه إليهم عسكرا عليه محمد بن