للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولمّا مات قام بالمملكة السامانيّة ولده إحمد بن إسماعيل الشهيد الثاني من ملوك السامانيّة. وكنيته أبو نصر أحمد بن إسماعيل، وباقي نسبه قد تقدّم ذكره. ولمّا مات أبوه بويع له ببخارى وكان عمّه إسحاق بن أحمد بسمرقند فسوّلت له نفسه أخذ المملكة بعد أخيه إسماعيل فبادر في جيش كثيف فلم يشعر إلاّ بأحمد ابن أخيه قد وصل ودخل عليه القصر. فلمّا رآه بادر إليه وعمل عزاء أخيه وبكيا وأقاما كذلك ثلاثة أيام. وعزم على القبض على أحمد ورتّب له جماعة على باب قاعة من القصر أعدّها لحبسه، وأمرهم أنّ أحمد إذا جاء في اليوم الرابع ليدخل عليه يقولون له إنه في تلك القاعة فإذا دخلها بادروا إليه بالتقييد. فمضى بعضهم ممن كان لأحمد عنده صنيعة وأخبره الخبر ووصف له القاعة المذكورة، وبكّر أحمد وقد اعتدّ في خاصّته فلمّا دخل القصر بادر الغلمان الموصوفون وأخبروه أن عمّه في تلك القاعة فأبى دخولها وتمّ إلى قاعة الجلوس فوجد عمّه بها وهو ينتظر وصول البشارة بتقييده. فلمّا رآه أبلس فتقدّم إليه أحمد وأمر بالقبض عليه وعلى الغلمان وإحضار القيود المعتدّه له فقيّده بها وسائر غلمانه، وولي على سمرقند ثم عاد إلى بخارى فحبس عمّه ثم رضي عليه بعد مدة وأخذ عليه البيعة وردّه إلى سمرقند واستقرّ.

<توفّي المكتفي بالله رحمه الله في ذي القعدة سنة خمس وتسعين ومائة، وله إحدى وثلاثون سنة وشهور. خلّف في بيت ماله من الذهب ستّ عشرة ألف ألف دينار، ومن الورق ثلاثون ألف ألف درهم.

صفته: أسمر، أعين، حسن الوجه، ربعة، وافر اللحية، أسود الشعر لم يشب.