أصحابه، واضطرب العسكر المصري أشدّ اضطراب ثم أقاموا يومين ورجع المصريون إلى الفسطاط. ثم كانت بينهم وقعة ثانية انهزمت جيوش حباسة وقتلوا وهربوا إلى نحو المغرب لا يلوي بعضهم على بعض، وتمزّقوا كلّ ممزّق.
وفيها دخل الناصر العلويّ مدينة آمل. وكان لمّا دخل طبرستان وملكها فوّض أمر الجيش للحسن بن القاسم العلوي فاستبدّ بالأمر، واصطنع الرجال، ووسّع عليهم في العطاء. ثم قبض على الناصر وحبسه. فاستكبر (٢٨٤) الديلم هذا الفعل واجتمعوا وحضروا إلى القاسم وطالبوه به وبإخراجه، ووثب إليه ليلى بن النعمان وأخوه-وهما من أكبر القواد-وقالا: إن أفرجت عنه الساعة وإلاّ قتلناك! فأخرجه لهم وهرب إلى بلاد الجيل فأطاعوه وتلقّب بالداعي. فتكلّم الناس عند الناصر أن يردّه ويولّيه جيشه وعهده؛ وكان الناصر قد ولّى الجيش لليلى بن النعمان؛ فأجاب. وعاد الحسن بن القاسم فوفى له الناصر بذلك وزوّجه ابنة ولده علي بن الناصر. ولم تزل أمورهما مستقيمة إلى أن توفّي الناصر في سنة أربع وثلاثمائة حسبما يأتي من ذكره إن شاء الله.