للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لعدم الأرزاق؛ فحصل بينه وبين المقتدر المشاناة وركب وطلب بغداد لخلع المقتدر، وحسّن للمقتدر أن يخرج لملاقاته وكان ذلك عملا عليه لما في أنفس الناس من سوء تدبيره وحكم النساء عليه. فخرج إلى باب الشماسية واقتحم العسكر فقتل قتله رجل من الأكراد وهو لا يعرفه وأخذ ثيابه وجرّ برجله وستره بحشيش. وكان ذلك نهار الأربعاء لثلاث بقين من شوّال من هذه السنة وله ثماني وثلاثون سنة وشهران إلاّ أياما. وبقيت جثته إلى آخر النهار ملقاة ثم حمل ودفن بالرصافة. وكانت في أيامه أمور مهولة لم ير مثلها فيما قيل. منها أنّه ولي وهو دون الحلم ولم يكن ولي أحد (٢٩٩) من الخلفاء في هذا السنّ. ومنها أنّه أقام في الخلافة خمسة وعشرين سنة إلاّ أياما ولم يكن ذلك لمن قبله. ومنها أنّه استوزر اثني عشر وزيرا. ومنها أنّ الحجّ بطل في أيامه خوف القرامطة وما فعلوه. ومنها خروج المغرب عنه وتغلّب المهديّ على تلك البلاد، وإخراج الأغالبة الآتي ذكرهم في الجزء التالي لهذا الجزء إن شاء الله تعالى.

صفته: ربعة، درّي اللون، أحور، أصهب، جعد، مدوّر اللحية، قد كثر الشيب في رأسه وعارضيه. مولده في شهر رمضان سنة اثنين وثمانين ومائتين.

وزراؤه: العبّاس بن الحسن، وابن الفرات ثلاث دفعات، ومحمد بن عبد الله بن خاقان، عليّ بن عيسى، وحامد بن العبّاس، وأبو القاسم الخاقاني، وأحمد بن عبيد الله بن الخصيب، وأبو عليّ ابن مقلة، وسليمان بن الحسن بن