للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يوم ولي الملك اثنتي عشرة سنة. وقال الوزير أبو القاسم ابن الغزي: كان عمره ثماني سنين. وزيره أبو عبد الله محمد بن أحمد الجيهاني؛ وهو أول وزير لآل سامان؛ وكان به مذهب فاضح وفيه يقول أبو الطيب الطاهري (من المنسرح):

أنت إذا كنت طول دهرك بال‍ ... مبعر عمّا سواه تشتغل

فأين نلقاك للحوائج أم ... في أيّ يوم يهمّك العمل

(٣١٢) وكان مكروها عند جميع قوّاد آل سامان، وأقام وزيرا اثنتي عشرة سنة! ويقال إنّ أهل بخارى رجموا تابوته ولم يصلّ عليه أحد منهم. ووزر بعده أبو الفضل البلعمي وكان قبل ذلك يتولّى الخراج. وقام بملك آل سامان نوح بن نصر بن أحمد بن إسماعيل رابع ملوكهم. لقّبه أصحابه في حياته بالمؤيّد وبعد وفاته بالحميد. ولمّا توفّي السعيد نصر ولي ولده نوح؛ وكان ذلك في هذه السنة وهي السنة الثالثة من خلافة الإمام المتّقي لله. وكان إصفهسلاره في جيشه الأمير أبو علي أحمد بن محمد بن محتاج فسيّره لحرب ركن الدولة ابن بويه فلمّا بعد نقل عنه ما أوجب استحكام القطيعة بينهما فولّى الإصفهسلارية لإبراهيم بن سيمجور الدواتي. وقبض نوح على وكلاء أبي علي بخراسان وبلغ أبا عليّ فخلعه وبعث إلى أحد عمومته وهو إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل- وكان قد هرب من أخيه نصر ودخل في جملة بجكم التركيّ المقدّم ذكره ثم