لا يدعى لي بمنابر مصر إجلالا لك-يعني الجامع العتيق وجامع ابن طولون، ولا على منابر الرملة بسبب مولاي أبي المظفّر، ولا على منابر طبريّة بسبب مولاي أبو بكر بن محمد بن تكين؛ فاستحسن ذلك منه. فلمّا توفّي أبو المظفّر وابن تكين دعي لكافور على سائر منابر الشام.
وكان كافور شديد الساعد لا يطيق أحد أن يمدّ قوسه إلاّ النادر من الناس؛ وكان إذا أتي برام شديد الساعد دعا بقوسه ويقول: إرم عليه! فإن عجز عنه أو ادّعى أنّه عجز عنه أعجبه ذلك وضحك وتقدّم عنده ذلك الرجل! وإن قوي على مدّها واستهان بها عبس <في> وجهه وسقطت منزلة ذلك الرجل عنده! وقيل إنّه أرسل قوسه إلى بغداد إلى خادم لبني بويه فعرّف مولاه أنّه سيّر قوسه إليه ليستعمل له عليهم عشرة قسيّ مثلها تكون في حيلها وقوّتها فقال ابن بويه:
ما سيّر كافور قوسه إلاّ لتعرف قوّة ساعده! فبلغ ذلك كافور فأعجبه وانشرح لذلك.
قال صاحب تاريخ القيروان إنّه بلغ ممّا كان (٣٢٥) يعمل في مطبخ كافور لمّا قوي سلطانه وكثرت أمواله في كلّ يوم من اللحم ألفين وسبع ماية رطل، وخمسماية طائر دجاج، وألف طائر حمام، ومائة طائر إوزّ، وخمسون خروفا رميسا، ومائة جدي مسمّن، وعشرون فرخ سمك، وخمس مائة صحن حلواء في كلّ صحن عشرون رطلا، ومائتان وخمسون طبق فاكهة، وعشرة أفراد نقل، وألفين وخمسائة كوز فقّاع كبير، ومائة قرابة سكر وليمون. وكان قد