للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والرابع: ثمانية عشر ألف عالم، قاله الحسن.

والخامس: إنّه لا يقدر أحدا يحصيهم سوى الله تعالى وهذا الأصحّ لقوله تعالى: {وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاّ هُوَ»} (١).

فأمّا ما عدا ذلك من أقوال المتفلسفين وأرباب علم النجوم فسيأتى من ذكر ذلك طرفا فى مكانه إن شاء الله تعالى.

وأمّا إثبات الصانع، (٢) فقال أحمد بن حنبل: (٣) حدّثنا أبو معاوية بإسناده إلى عمران بن الحصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لبنى تميم: يا بنى تميم اقبلوا البشرى! قالوا بشرتنا فأعطنا فتغير وجه وقال: يا أهل اليمن اقبلوا البشرى إذ لم تقبلها بنو تميم، فقالوا: يا رسول الله قد بشرتنا فأخبرنا (١٥) كيف كان أوّل هذا الأمر؟ فقال: كان الله ولم يكن شئ، أو قيل: قبل كلّ شئ، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السموات والأرض وكتب فى اللوح المحفوظ، أو فى الذكر كلّ شئ، انفرد بإخراجه مسلم.

فإذا ثبت هذا فنقول: (٤) مذهب جملة المسلمين أنّ الله تعالى كان ولم يكن معه شئ وأنّه أحدث العالم على غير مثال، ومذهب الأوائل أنّ العالم قديم على الفلك لم يزل دائر بشمسه وقمره وذلك محال، وقال أصحاب الرصديّات: الأفلاك والنجوم تدبّر أمر العالم، ونحن نرى أثر العجز عليها ظاهرا، أمّا النجوم فبالخسوف والكسوف والانتقال، وأمّا الأفلاك فبالدوران، وهذا آية القهر فالصانع قاهر وصانع العالم واحد.


(١) القرآن الكريم ٧٤/ ٣١
(٢) ماخوذ من مرآة الزمان ٣ ب، -١١
(٣) مسند أحمد بن حنبل ٤/ ٤٣١
(٤) مأخوذ من مرآة الزمان ٣ ب، -٦