حتى يكون عند القارئ فصلا قائما بنفسه كاملا عن الدولة أو عن الدعوة.
على أن أسلوب كتابته التاريخ يدلنا على أنه كان متأدبا لكنه ضعيف الثقافة، وخاصة بآلات اللغة العربية، فهو يقتبس أحيانا كثيرا من الجمل الفصيحة الرائعة، قد يكون حفظها من قراءاته، ثم ما تلبث أن نجد جملا ركيكة جدا، وألفاظا وتراكيب عامية، ونجده يخطئ فى النحو أخطاء كثيرة، ويكثر من لغة «أكلونى البراغيث»، وكذلك يخطئ فى رسم الكلمات لأن النسخة التى وصلت إلينا من التاريخ هى بخطّه.
وإذا قايسنا ابن الدوادارى بالمؤرخين المعاصرين له، فى القرن الثامن كالبرزالى، وابن كثير، والذهبى، والصفدى، وابن الجزرى، والقطب اليونينى، وابن شاكر الكتبى، والحسينى، والسبكى، وجدناه دونهم بمراحل، من حيث أسلوبه وعبارته، وتلخيصه. فتاريخ ابن أيبك، على ما ظهر لنا من الجزء السادس الذى ننشره والتاسع المطبوع، تاريخ أقرب إلى الأسلوب العامى أحيانا من الأسلوب الفصيح، وقد يفيد أحيانا، من هذه الناحية، لمعرفة اللغة العامية العربية فى القرن الثامن فى دمشق والقاهرة، حيث عاش المؤلف.