للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فانهض إلى ذوب ياقوت لها حبب ... تنوب عن ثغر من تهوى جواهره

حمراء فى وجنة الساقى لها شبه ... فهل جناها مع العنقود عاصره

ساق تكوّن من صبح ومن غسق ... فابيضّ خداه واسودّت غدائره

سود سوالفه لعس مراشفه ... نعس نواظره خرس أسواره (١)

تعلّمت بانة الوادى شمائله ... وزوّرت سحر عينيه جآذره

منها:

قامت أدلّة صدغيه لعاشقه ... على عذول أتا فيه يناظره

بنىّ حسن أظلته ذوائبه ... وقام فى فترة الأجفان ناظره

منها:

فلو رأى مقلتاه (٢) ... هاروت آيته ال‍

كبرى لآمن بعد الكفر ساحره

(٢١٥) خذ من زمانك ما أعطاك مغتنما ... وأنت ناه لهذا العمر آمره

فالعمر كالكأس تستحلا أوائله ... لكنه ربما مجّت أواخره

واجسر على فرص اللذّات محتقرا ... عظيم ذنبك أن الله غافره

وفى هذه القصيدة امتدح الملك الأشرف مظفّر الدين موسى بن العادل بن أيّوب لما نذكره فى تأريخه إن شاء الله تعالى، وأضربنا عن كثير من شعر ابن النبيه المذكور فى جميع أجزاء هذا التأريخ للعلّة التى يأتى ذكرها فى الموضع اللائق بها.

ولبعض المصريّين من قصيدة امتدح بها القاضى المرحوم علاء الدين بن الأثير صاحب ديوان الإنشاء الشريف فى أوّل الدولة الناصريّة بالمملكة الثالثة أعزّها الله بالنصر والقهر، وأدام أيّام مولانا مالكها إلى آخر الدهر، تضمّن


(١) أسواره: أساوره الديوان
(٢) قارن ص ٢٤٠،١٥