فلما كان يوم الاثنين لأربع بقين من ربيع الأول أمر المكتفى بالله القوّاد وجميع الغلمان وصاحب جيشه محمد بن سليمان وصاحب شرطته أن يحضروا إلى تلك الدكّة، وصعدها الوجوه، وحضر الباقون على دوابهم، وخرج (ص ٥٤) سائر أهل بغداد. وكان يوما مشهودا.
وحملوا الأسرى كلّهم مع خلق كثير أتوا من سائر البلاد من القرامطة ممن مسك وحمل إلى بغداد ممّن كان على مذهبهم، فقتلوا جميعا.
وعدتهم ثلاث مئة وستون نفرا.
ثم قدّم الحسين بن زكرويه وعيسى ابن أخت مهرويه وهما زميلان على بغل فى عمّرية قد أرسل عليهما أغشيتها. فأصعدا إلى الدكّة فأقعدا. وقدم أربعة وثلاثون إنسانا من الأسرى من وجوه القرامطة ممن <عرف> بالنكاية والعداوة للإسلام، والكلب على سفك الدماء وسبى الحريم. فكان كل واحد منهم يبطح على وجهه فتقطع يده اليمين ويرمى بها إلى أسفل الدكة ليراها أهل المشهد من الناس، ثم تقطع رجله اليمنى، ثم يده اليسرى، ثم رجله اليسرى، ثم تضرب عنقه. حتى فعل ذلك بجميعهم. ورمى بأعضائهم إلى أسفل الدكة.
فلما فرغ من تلك العدّة قدّم المدّثر بزعمه لعنه الله ففعل به مثل ذلك، وكوى بالمكاوى قبل ضرب عنقه ليعذب. ثم المطوّق فعل به