وكان العزيز قبل عوده إلى مصر نفذ إلى دمشق واليا من العرب يقال له حميدان بن خراش العقيلى فى نحو من مئتى رجل. وكان بها يومئذ قسّام رئيس الشطّار المقدّم ذكره. وكانت كتب العزيز قد وردت عليه من قبل الانتصار على هفتكين. فلما جرى ما جرى أظهر قسّام الكتب وقرأها بالجامع، يعد فيها الرعية بالإحسان، ويترك الخراج إن هم منعوا هفتكين من الدخول إلى البلد. ثم ولى حميدان العقيلى، حسبما ذكرنا، وأتى دمشق. فكان (ص ١٢٤) من تحت أوامر قسّام، ثم إنه وقع بينه وبين حميدان، فطرده من البلد وأخرجه أقبح خروج، ونهب داره، وخرج هاربا لا يلوى على شئ. وقوى أمر قسّام، واجتمع إليه الرجال، وكثر ما كان بيده، وقوى طمعه فى البلد، وتسمّى بملك الرّجال. وكان معه عامل من جهة السلطان يقال له الآمدى.
ثم ولى البلد بعد حميدان أبو محمود. ودخل دمشق فى نفر يسير.