وفيها قتل بكجور. وسبب ذلك أنّ القول تقدم أن ابن كلّس كان قد ألّب بين أبى المعالى بن سيف الدولة صاحب حلب وبين بكجور، حتى طمع كلّ واحد منهما فى أخذ الآخر. فاحتال أبو المعالى على بكجور، وكتب إليه بعض أصحابه من خاصة أبى المعالى بأذنه له فى ذلك: أن سر إلينا حتى نأخذ حلب ونحن معك على صاحبنا. فظن أنّ ذلك حق. فجمع وسار إلى حلب. وخرج إليه أبو المعالى فالتقوا فى موضع يقال له دوّارة الحمار. فاقتتلوا، وانهزم بكجور. فأخذه رجل من العرب وأتى به إلى أبى المعالى فضرب عنقه.
وكانت هذه الوقعة يوم السبت مستهل (ص ١٤٦) صفر من هذه السنة. ثم سار أبو المعالى إلى الرقّة فأخذ ما كان لبكجور بها، وملك فى هذه السنة الرحبة ورجع إلى حلب.
وتوفى أبو المعالى بن سيف الدولة لمذكور فى هذه السنة فى شهر رمضان، وطمع منير الخادم فى أخذ حلب كما يأتى ذكر ذلك.