له أصابع الذهب، فساروا بجموعهم حتى نزلوا على الروج نحو فامية على النهر المقلوب. فسار منجوتكين إليهم، ونزل مقابلهم، وكان عسكره أكثر من عسكر الروم. فلما نظرت الروم إليهم قال البرجى لأصابع الذهب: الصواب أن لا نبرز إليهم لأنهم أكثر منا. وقد كانت الروم فى القديم يخرجون لكلّ رجل من المسلمين عشرة منهم فى الحرب. فخالفه أصابع الذهب لجهله بذلك. فكانت الكسرة على الروم، وكسبوا منهم أموالا عظيمة. وقتل منهم نحو من خمسة آلاف رجل، وانهزم البرجى إلى أنطاكية، وعاد منجوتكين إلى حصار حلب، واشتدّ بأهلها الحصار وأكلوا الميتات، وخرج منها خلق كثير من الضرّ فاستباحتهم المغاربة. ولم يزل البلاء والحصار على حلب بقيّة سنة أربع إلى أن دخلت سنة خمس حسبما يأتى من ذكر ذلك.