ومنها أنه كان يحب مملوكا له يقال له عين. وهو صاحب جامع الجزيرة. فغضب عليه فأمر بقطع يده، فقطعت ثم ندم. ثم أمر بقطع رجله، فقطعت ثم ندم. ثم أمر بقطع اليد الأخرى ثم الرجل الأخرى، ثم سمل عينيه.
وأشياء كثيرة من هذا النسق وضروبه.
وأمّا الأمر الدينى فإنّه تمرّد وبغى، وادّعى دعوى فرعون لعنه الله. وسبب ذلك أنه صحبه إنسان يقال له الدرزى. فنبّهه على أشياء من دعاوى أسلافه الكاذبة، حتى عاد يسلّم عليه الخصّيصين به فيقولون: السلام عليك يا معطى يا مانع، يا محيى يا مميت!
فلما شهر عنه هذا الأمر وقام الناس على ذلك الملعون الدرزى، جهّزه بالأموال إلى الجبال لإقامة الدعوة الخبيثة. فجميع الدرزيّة الآن من ذلك الدرزى الملعون داعى الحاكم.
وله أشياء منكرة أعظم من جميع ذلك، أضربت عنها صيانة للكتاب، فنعوذ بالله من مكر الله.
وأما ما يذكر من محاسن سيرته فى ابتداء أمره فإنه أقام شعائر الإسلام، ورفع منار الدين، وأمر أن يبنى على كلّ كنيسة من الكنائس مسجدا طويل البناء يعلو تلك الكنيسة. وكذلك سائر الديرة فى سائر أعمال مصر، ففعل وهو إلى الآن باق.