دولته مصقولة الأطراف، حتى تعود الأعياد بين أيامه فى عموم المسرّة وإشراق نور الخلافة، وحتى أقف بين يديه خطيبا بنعمة الله جلّ وعزّ فى إنجاز ما وعده من ملك المشرقين والمغربين، وحتى أرى سيوف انتقامه تشكو الظماء وتتعلّل بالأمانى، لا عدوّا أبقت بتلهلها علقا (؟)، ولا عن باغ ذهلت، رويت برويها دما صبيبا. (كذا)
هذا الطاغى ملك الروم بقسطنطينيّة قد كان خرق إزار السّلم، وهتك حجاب الأمن، وأطلق مقال الحرب، وظنّ أنّ ما أجرى من (ص ١٨٦) الحديد، وصوّب من مجارى الجنود، عاصما له من جند الله وملائكته المسوّمين، وسترا على ما أنزله الله من الفتح المبين، حتى ضعضعه زلزال الحروب، وأذابته نار الوقايع، فعاد يفتل حبل الهدنة، ويمدّ إليك أمير المؤمنين كفّ الرغبة، فلمّا أفرشته مراقد الإمهال، وأسكنته تحت ظلّ القرار، عاد يستسرى ويمترى، فهبّ يشغب قصد القنا، ويستنّ فلول القضب، فكيف بنبش الرسم وإحياء الموتى، ألا وإنى أقول لكم يا قومنا معشر أنصار أمير المؤمنين. كما قال أخو خزاعة:
قاتلوا القوم يا خزاع ولا ... يدخلكم من قتالهم فشل
القوم أمثالكم لهم شعر ... فى الرأس لا ينشرون إن قتلوا