ثم إنى يا أمير المؤمنين عبدك (١٨٧ ص) ووليّك ابن أوليائك، إن شئت كنت جمرة تسعر فى صدورهم، أو سحابة تفيض على القتال، وأجلو عن بصائرهم بالمواعظ، وأحلل عقد صدورهم بسحر البيان، وإن شئت فأقمنى بحضرة سرير عزّك خطيبا بنعم الله عليك، وناظما بسيرة أيّامك، وسنانا تدرأ به نحر كلّ خطيب أشرق فى ملك غير ملكك. فو الذى أقامك بالحقّ إماما، ما سرّنى بنظرة نظرتها إليك ملء الأرض ذهبا. ولئن كنت نعم الإمام ونعم الراعى، لأنا بئس المؤتمّ وبئس الرعيّة، وإنّى لأصدق الناس قولا حيث أقول فيك يا أمير المؤمنين:
أعطيتنى كتابا إلى رضوان حتى ... أجزنى بخير الجزاء (؟)