حسن السيرة، جميل الأوصاف، مجتهدا فى إصلاح الدين، وكان فاضلا عالما أديبا شاعرا، فمن شعره ما ذكره صاحب كتاب دمية القصر»:
القلب من خمر التصابى منتشى ... من ذا عذيرى من شراب معطش
والنفس من أسر الغرام قتيلة ... ولكم قتيل فى الهوى لم ينعش
جمعت علىّ من الغرام عجايب ... خلّفن قلبى فى إسار موحش
خلّ يصدّ وعاذل متنصّح ... ومنازع فدم ونمّام يشى
ودعى له بأفريقية، أقام بدعوته بها المعزّ بن باديس الصنهاجى.
وكان المعزّ أبو تميم لما توجّه إلى الديار المصريّة، استخلف على أفريقية والقيروان باديس بن يعقوب الصنهاجى. فأقام باديس بدعوة المعزّ أبى تميم طول حياته. ثم توفى وولّى ولده المعزّ بن باديس، فرفض دعوة الفاطميّين، وأقام الدعوة للعباسيّين، وخطب ودعا للإمام القائم بأمر الله أمير المؤمنين أبى جعفر عبد الله بن أحمد القادر بالله خليفة بغداد. وكتب القائم بالله إلى المعزّ بن باديس من مدينة السلام يأمره بذلك. فكان يدعى بأفريقية للقائم بالله أمير المؤمنين، ثم يدعى للمعزّ بن باديس بعده. واستقرّت الدعوة لبنى العباس بأفريقية كما كانت أوّلا، ولم تزل كذلك حتى خرج بالمغرب محمد بن تومرت الملّقب بالمهدى، فقطع الدعوة عن بنى العباس. ثم استخلف بعده