ما اخترع، فالأرض مؤنّثة ومنها خلقت الأمم، والدنيا مؤنّثة والعالم لها خدم، والسماء مؤنّثة وهى محلّ الكواكب، والشمس مؤنثة ولها النور الثاقب، والنفس مؤنّثة وهى قوام الحيوان، (ص ٢٥٩) والعين مونّثة وهى سراج الإنسان، والتقوى مؤنثة وهى خير زاد، والآخرة مؤنّثة وهى دار المعاد، والنبوّة مؤنثة وهى صراط الحقّ، والأمانة مؤنّثة وهى حجّة الله على الخلق، والدولة مؤنّثة والبريّة عبيدها، والدعوة مؤنّثة والهدى عمودها، والبركة مؤنّثة وهى أيمن طالع، والنعمة مؤنثة وهى أسعد قادم، فالحمد لله على جزيل عطيّته، وكريم عارفته، وإليه الرغبة فى تبليغ مولانا أبعد حدود الأمل، وأعلى درجات الغبطة والجذل، وأن يشفع هذه الموهبة بعدد من أنجاب نجله الطاهر، وفروع أصله الكريم العناصر، وهو بكرمه ولىّ الفضل، ومولى الامتنان والتطوّل، إن شاء الله.
ولعبد الباقى التنوخى، ويذكر أخذ البساسيرى للإمام العباسى:
أنت الذى نطق الكتاب وبشّرت ... بقدومك العلماء والأحبار
تمحى برؤياك الذنوب كأنّما ... رؤياك عند المذنب استغفار
هذا الإمام معدّ أفضل كلّ من ... ولدت معدّ قبله ونزار
سائل بنى العبّاس عنه فعندهم ... خبر الذى هو عندنا استخبار
لما طغى أنهم (؟) فلم يلبث إلى ... أن حاط منك به قوى ودمار
لم يكف أن دكّت أسرة ملكه ... حتى حواه بعد ذلك أسار