للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البصرة [وواسط]، وعظم شأنه، وهابه الأمير دبيس بن صدقة صاحب الحلّة، وهمّ دبيس بقصد بغداد، فسار إليه آقسنقر البرسقى بنفسه، وتبعه الإمام المسترشد [بالله] فانهزم عسكر دبيس، وقتل وأسر منهم خلق كثير. وكان لعماد الدين أثر حسن فى هذه الوقعة.

وذلك فى أوّل المحرّم سنة سبع عشرة وخمس مئة. ولحق دبيس بالسلطان طغرل ابن السلطان محمد وكان معه عاصيا على السلطان محمود، [وأمر السلطان لآق سنقر البرسقى أن يرجع إلى الموصل فعاد].

ثم إن عماد الدين ابن زنكى قال لأصحابه: قد ضجرنا مما نحن فيه، كلّ يوم فى مكان. وجمع رأيه وسار من البصرة إلى خدمة السلطان محمود. وأقام عنده فى منزله، وكان يقف إلى جانب الملك عن يمينه، لا يتقدّم عليه أحد، وهو مقام والده قسيم الدولة من قبله، [وبقى لعقبه من بعده].

ثم إنّه بلغ السلطان انحلال البصرة ونهبها. فأمر عماد الدين زنكى بالمسير إليها، وأقطعه إيّاها. فقام بأمرها أتمّ قيام، وعظم عند السلطان وزاد محله. وجرى بين برتقش شحنة بغداد وبين الخليفة المسترشد نفرة، فهدّده الخليفة، فسار عن بغداد شاكيا للسلطان من الخليفة. وقال: إنه قد جمع العساكر، وعزمه منعك من السلطنة ببغداد والعراق، فسار السلطان إلى بغداد، وجرت حروب