هناك، فلما وصل الآمر إلى عندهم ومعه عدة يسيرة من حاشيته، وهو آمن من نوائب الدهر، راكن إلى غرّة الليالى وصفوها، فوثبوا عليه بأسيافهم ضربا (ص ٣٨٢) فجرحوه جراحات قاتلة، ولم يمت فى ساعته الراهنة، بل حمل من ذلك المكان وأعيد إلى قصره، فمات من ليلته، ولم يعقب. وهو كان العاشر من صلب عبيد الله المهدى، أول خلفاء هؤلآء القوم، وقيل إنّ الذين دبّروا فى قتله بقية من عترة محمد بن فاتك المقدّم ذكره.
عمره يوم قتل أغلاق أربعون سنة. وخلّف بعض حضاياه حامل فقال قوم: نبايع للحمل. وأبى آخرون. ثم اتّفق أمرهم على مبايعة أبى الميمون عبد المجيد. فبايعه قوم وامتنع آخرون. ثم اتفق الحال أن تكون البيعة بشرط أن يرى على الحمل. فإن وضعت ذكرا كان الأمر إليه، وإلاّ فله. فاستقرّت كذلك، ثمّ لم يظهر للحمل بعدها خبر.
وكانت خلافته فى قول ثمان وعشرين سنة. وقيل: أربعة وعشرين سنة، وثمانية أشهر، وخمسة عشر يوما.