والصلبان. وكفاهم بالسلطان صلاح الدين شرفا إلى يوم الدين. فاتح الأمصار، من أيدى الكفار، بالصارم البتّار. السيد الفاضل، والأسد الباسل، السلطان الملك الناصر، أبو المعالى والمفاخر، الذى ليس له من قبله من الملوك الإسلامية مناظر، المستمد النصر من الناصر الآخر، الذى وضع جميع هذا التاريخ توطئة لذكر بعض محاسن سيرته، منبها على آثار مآثر علانيته وسريرته. الخاتم بمحاسنه محاسن سائر ملوك الدنيا، كما ختم سميه صلى الله عليه جميع الأنبياء. لا زالت معانيه من الخواطر مخترعة، وأبكار أفكار محاسنه من القلوب مفترعة. فلذلك أسهرت ناظرى، وشغلت فكرى وخاطرى، وأنشأت هذا التاريخ الغريب المثال، الجامع نبذ الحكم إلى زبد الأمثال، المشتمل على ما شئت من النوادر. وبان وغير على ذلك تصاريف الأزمان، فأحييت ذلك فى أيام دولته القاهرة، بمدينة القاهرة، فى سنين عشر الأربعين والسبعمائة، إلى أن بلغت فى ذلك إلى ذكر سيرته الشريفة، فكانت النهاية، وبالله أعتضد فيما أعتمد.