للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتعجب لذلك، وقال: ما يجب أن تكون هذه الرؤيا إلا لملك، ولكن الله يعطى ملكه من يشاء. ثم قال: «سيكون من نسلك أيها الرجل ملوك بعدد تلك النجوم، ويكون منهم ملك عظيم يظهر على الفرنج، ويطهر بيت المقدس من أرجاسهم وأنجاسهم، وتشرق الدنيا بملكه، ثم يكون مدة تمليك تلك الملوك بعدة تلك الأبقار سنين. ثم يخرج عليهم الفرنج-وهم الخنازير-فيظهرون عليهم، حتى يخرج من جهة مصر جيش كالسباع، فيكون هلاك الخنازير على أيديهم. فهذا تأويل رؤياك، والله أعلم».

قلت: وإنما قدمت هذه المقدمة لفوائد فيها. أحدها أن يعلم أصول بنى أيوب على الصحيح. والأخرى لما فيها من البشارة لكافة المسلمين بما هو مخبأ فى الغيب من ملك مولانا السلطان الملك الناصر-عز نصره-لبلاد الشرق إن شاء الله تعالى.

والثالثة لغروبة هذا المنام الذى ما أخرم دقة. فلله الأمر من قبل ومن بعد.

ولنعود إلى سياقة التاريخ بعون الله وحسن توفيقه. وذلك لما انتهى القول من العبد فى آخر الجزء السادس إلى آخر سنة أربع وخمسين وخمسمائة. وذكرنا جميع ما وصلت إليه القدرة جهد الطاقة وحد الاستطاعة، ما كان فى جميع تلك السنين الماضية من أخبار الأمم الخالية، والرمم البالية. فلنستفتح الآن هذا الجزء بذكر سنة خمس وخمسين وخمسمائة، موفقا لذلك، إن شاء الله تعالى.