قال ابن واصل: إن توجه الملك المعظم شمس الدولة أخو السلطان صلاح الدين إلى اليمن وفتحها، كان فى هذه السنة، أعنى سنة تسع وستين. وكان صاحب مدينة زبيد يسمى عبد النبى، فاستأسره المعظم، ومات فى أسره. وكذلك صاحب عدن، يسمى ياسر فأخذ أيضا ومات فى الأسر. واستناب بعدن الأمير عز الدين عثمان، وبزبيد سيف الدولة مبارك بن منقذ. وحصل المعظم على أموال عظيمة، ودفائن جليلة أظهرها لهم صاحبها عبد النبى بن محمد.
وفيها توفى نور الدين-رحمه الله-يوم الأربعاء حادى عشر شوال من هذه السنة وهو الصحيح، بمرض الخوانيق فى مدة سبعة أيام. وكان عمره ثمان وخمسون سنة، مولده سنة أحد عشر وخمسمائة، حليته أسمر طويل، فى وجهه شعرات يسيرة، سيرته لا يدرك لها غاية فى الجودة.