بك العواصم طابت بعد ما خبثت ... بمالكيها ولولا أنت لم تطب
فليت كل صباح در شارقة ... فذا ليل فتى الفتيان فى حلب
ولما فتح السلطان حلب طلبها منه أخوه الملك العادل، فأحضره من ديار مصر، وسلمها له، فلم تزل فى يده إلى سنة ثمانين، فخرج عنها وسلمها للملك الظاهر، حسبما نذكر.
وملك السلطان فى هذه السنة حارم، وعاد إلى دمشق مؤيدا بالنصر، وقد عاد ملك العصر. واستدعى الملك العادل سيف الدين أبو بكر من الديار المصرية، وملكه حلب. ونفذ الملك المظفر تقى الدين عمر ابن أخيه إلى مصر نائبها بها عنه.
وفيها ظهر بقرية من قرى ديار مصر تعرف ببوصير السدر بيت هرمس الثانى، ووجدوا فيه أشياء كثيرة، من جملتها كباش وضفادع معادن مصنوعة، وقوارير دهنج، وفلوس نحاس فيها فضة، وأصنام من نحاس، وموتى عدة خمسة آلاف نفر-رجال ونساء-وأكفانهم سالمة لم تبل. وسفى السافى على الباقى فلم يصلوا إليه.
وفيها عزم السلطان على فتح القدس الشريف، فإنه لم يبق بالوجه القبلى من البلاد بأيدى الفرنج غيره وعكا وصيدا، وقليل من بلاد الساحل، فاهتم لفتحهم غاية الاهتمام، كما يأتى من شرح ذلك.