وفيها فتح البلاد الشمالية، وهى: جبلة، واللاذقية، وصهيون، وحصن بكاس، وسرمانية، وحصن برزية، ودرب ساك، وبغراس.
وفيها هادن السلطان لصاحب أنطاكية.
وفيها فتح الكرك، وصفد، وكوكب، وسبسطية، ونابلس، وصفورية.
وكان بنابلس خلق كثير فسألوا الإقامة بها فى مملكة السلطان، فأقرهم على أماكنهم وأملاكهم. ثم إنه كتب إلى الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين، يبشره بما فتح الله عز وجل على الإسلام، كتابا أوله يقول:
«بسم الله الرحمن الرحيم {(وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ}. . .) الآية {(أَنَّ الْأَرْضَ}. .) الآية». ثم كتب: «الحمد لله الذى أنجز لنا هذا الوعد، وعلى نصرته لهذا الدين من قبل ومن بعد، فجعل من بعد ذلك العسر يسرا، وقد أحدث الله من بعد ذلك أمرا، وهو الأمر الذى ما كان الإسلام يستطيع عليه صبرا، فآتانى الله ما جرى فى زمن الصحابة والأخرى، وأعتق الله ما كان من الأسارى بأيدى الكفار الأشرار، وأصبح جوار الإسلام وقد استدار، ورد من الكفر ما كان قد أشار. والحمد لله الذى أعاد ثوب الإسلام جديدا أبيضا نظره مخضرّا، بعد ما كان قد غلب عليه الكفر بهذه الديار حتى أعاده مغبرا. والحمد لله كما هو أهله، على اتساع ملك الإسلام واجتماع شمله. والمملوك يشرح من نبأ هذا الفتح العظيم، للنظر الكريم، ما يشرح به صدور المسلمين، وينتج الحبور لأمير المؤمنين. ويورد البشرى على ما أنعم الله به يوم الخميس الثالث والعشرين من ربيع الآخر إلى يوم الخميس الآخر، فذلك سبع ليال وثمانية أيام حسوما، سخرها الله على الكافرين، فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية، فهل ترى لهم من باقية، فإذا رأيت ثم رأيت والبلاد