وفيها على ما ذكر ابن الأثير-رحمه الله-صاحب التاريخ الكبير الجامع، إن خوارزم شاه عبر بلاد الخطا بجميع عساكره، وذلك باتفاق من صاحب سمرقند وبخارى وهم الخطا الذين يلقبون ملوكهم «خان الخان» يعنى ملك الملوك، وأنهم حشدوا والتقوا معه، وجرى بينهم قتال عظيم فى عدة وقعات، فتارة له وتارة عليه.
فلما كان فى هذه السنة، اقتتلوا أشدّ قتال، فوقعت الكسرة على خوارزم شاه، وانهزم جيشه هزيمة قبيحة، وأسر كثير من المسلمين، وأسر خوارزم شاه، وأسر معه بعض أمرائه الكبار-يقال له شهاب الدين بن مسعود -، أسرهم جميعا رجل من الخطائيين وهو لا يعرفهما. ووصل المنهزمون من جيوش السلطان، وفقدوا خوارزم شاه، فعظم عليهم، واشتاشت العساكر، واختبطت البلاد. ثم إن شهاب الدين بن مسعود قال للسلطان:«يجب عليك فى هذا الوقت أن تدع السلطنة ونقش الملك، وتصير خادما لى، لعلى أحتال فى خلاصك». فشرع خوارزم شاه يخدمه، ويقدم له الطعام، ويقوم فى قضاء حوائجه. فقال الرجل الخطائى الذى