وفيها وصلت رسل الخليفة الإمام الناصر لدين الله، بالخلع العظيمة، وتقليد بجميع البلاد الشامية والديار المصرية والممالك بالشرق، والخلع إلى سائر الملوك أولاده، صحبة شهاب الدين شيخ الشيوخ السهروردى، والأمير نور الدين السلحدار الناصرى. قلت: وهذا الشيخ شهاب الدين السهروردى القائل هذين البيتين، وذلك لما أشفق من طول العمر، فقال:
يا رب لا تبقنى إلى زمن ... أكون فيه كلاّ على أحد
خذ بيدى قبل أقول لمن ألقاه ... عند القيام خذ بيدى
وقيل فى هذه السنة سكن الملك الكامل القلعة، وجدد بها الآدر والمناظر والمستنزهات والحمامات وغير ذلك.
قال ابن واصل: فى هذه السنة عزل الخليفة [الناصر لدين الله] وزيره نصير الدين ناصر بن مهدى العلوى الحسنى، وذلك لما خيلوه منه الأعداء، وأغروه به، فمن ذلك ما قيل:
ألا مبلغ عنى الخليفة أحمدا ... توقّ-وقيت السوء-ما أنت صانع
وزيرك هذا بين أمرين فيهما ... فعالك-يا خير البرية-ضائع
فإن كان حقّا من سلالة أحمد ... فهذا وزير فى الخلافة طامع
وإن كان فيما يدّعى غير صادق ... فأضيع ما كانت إليه الصنائع