وفى سنة خمس خرجت الكرج إلى ولاية أخلاط، وقصدوا مدينة أرجيش فحاصروها، وملكوها عنوة بالسيف، ونهبوا جميع ما فيها، وأسروا وسبوا جميع أهلها، وأصبحت خاوية على عروشها.
وفى آخر هذه السنة عاد الشيخ شهاب الدين السهروردى من عند الإمام الناصر إلى السلطان الملك العادل، وصحبته خلعة عظيمة مكللة، وطوق ذهب مرصع بالجواهر، وتقليدا عظيما يتضمن نعوتا لم ينعت بها إلا الملوك من بنى بويه وبنى سلجوق، لما كان الحكم لهم فى البلاد. ويتضمن التقليد مصر، والشام، والشرق كله، والعراق، وبعض العجم الذى لم يكن داخل فى ملك خوارزم شاه. وكذلك الخلع العظيمة إلى سائر الملوك أولاده. وكان ذلك يوما مشهودا.
وفيها كانت الزلزلة بنيسابور، فدامت عشرة أيام وهى تعاودهم. وهلك تحت الردم عالم عظيم، والله أعلم.