ولم يبق إلا فتحها. وأحرق الصّالح أيضا قصر حجاج، والشاغور، وأخرب خرابا كثيرا. وجرت قبائح كثيرة لا تشرح، حتى أحرقت أناس كثيرة فى منازلهم. فلما رأى الصالح عين الغلبة نفّذ إلى السلطان الملك الكامل يقول:«متى فتحتها عنوة قهرا أرميت النار فى أربع جوانبها، فأحرقتها جميعا، ولا لى ولا لك». وكان الكامل يتحقق منه قوة النفس والإقدام على كل شئ، فمشى الناس بينهم فى الصلح، وتقرر أن السلطان يعطى للصالح بعلبك وبصرى وسلمية.
ثم تسلم السلطان دمشق، ودخلها. فلما طلع القلعة ودخل دار رضوان، رأى فى الإيوان قبر أخيه الأشرف، فرفسه برجله وقال:«انقلوا هذا المكتفر أخ، الساعة الساعة»، فنقلوه إلى تربته فى الكلاسة.
وكان نزول السلطان على حصار دمشق ثالث وعشرين ربيع الأوا. ووقع الصلح يوم الثلاثاء تاسع جمادى الأولى. وخرج إلى السلطان مستأمنا، فقربه.
وأقبل عليه وأعطاه ما وقع عليه الأيمان، والله أعلم.