السلطان الأعظم الملك الناصر عز نصره. وكان الملك المظفر المذكور، رحمه الله، ملكا شجاعا، ذا قوة وافرة، ذكيّا، فطنا، لوذعيا. وقام بأمر الملك ولده السلطان الملك المنصور ناصر الدين محمد، وعمره يومئذ عشر سنين وشهرا واحدا وثلاثة عشر يوما.
وقام بتدبير ملكه الأمير سيف الدين طغريل أستاذ دار والده، والمشير إليه فى الدولة شرف الدين عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الأنصارى، والطواشى شجاع الدين مرشد المنصورى، والوزير بهاء الدين بن تاج الدين. والجميع يرجعون إلى ما تأمر به الصاحبة غازية خاتون بنت السلطان الملك الكامل، رحمه الله.
وفيها أيضا توفى الملك المظفر شهاب الدين غازى بن الملك العادل. وملك بعد المظفر غازى ميافارقين وأعمالها ولده الملك الكامل ناصر الدين محمد، ولم يزل مالكها إلى أن تملكها التتار.
[وتوفى] الملك المغيث بن السلطان الملك الصّالح نجم الدين أيوب. وكانت وفاة الملك المغيث وهو معتقل عند الصالح إسماعيل بدمشق. واتهم أنه قتله، فتغير لذلك الملك الصالح أيوب على الصالح إسماعيل.